شرح قصيدة أبو العلاء المعري غير مجد في ملتي واعتقادي

شرح قصيدة أبو العلاء المعري غير مجد في ملتي واعتقادي ، الشاعر أبو علاء المعري، اسمه الكامل هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري،أدبي و مفكر وشاعر يرجع الى شعراء الدولة العباسية ولد وتوفي في محافظة ادلب، لقبه رهين المحبسين اي محبس العمى ومحبس البيت وسمي بذلك لانه ابتعد عن الناس بعد عودته من بغداد .

أهم كتب أبو العلاء المعري

  1. ضوء السقط
  2. إقليد الغابات
  3. الأيك والغصون
  4. تاج الحرة
  5. خماسية الراح
  6. عبث الوليد
  7. ملقى السبيل
  8. مثقال النظم
  9. مجد الأنصار
  10. اللامع العزيزي

دواوين أبو علاء المعري الشعرية

  1. لزوم ما لا يلزم
  2. جامع الأوزان
  3. سقط الزند
  4. الألغاز
  5. استغفر واستغفري

مناسبة قصيدة غير مجد في ملتي واعتقادي

قال أبو علاء المعري هذه القصيدة في رثاء الفقيه الحنفي ابا حمزة فذكر كرمه وشجاعته وعدله وصفاته وأيضا يذكر محاسنه ويمدحه .

شرح القصيدة

بدأ الشاعر قصيدته قائلاً: غيرُ مجدٍ في ملتي و اعتقادي    نوح باكٍ و لا ترنم شادٍ

فهو بدا القصيدة بالحديث عن الموت والحياة فشبه الحياة بالموت والعيش بالبكاء

و شبيهُ صوت النعي إذا قيس بصوت الثمر في كل لقاء
أبكتْ تلكُمُ الحمَاَمةُ أمْ غنّت   على فرعِ غُصنِها الميّادِ

في هذه الأبيات يشبه صوت البكاء و النعي عل الميت بصوت البشير الذي يبشر وشبه الصوتين بصوت الحمام فوق الأشجار التي عندما نسمعها لا نفرق بين هي حزينة أو سعيدة .

صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْبَ    فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ

ز هنا ينادي الشاعر على صديقو و يقول يا صاح وهي اختصار لكلمة يا صاحبي فيقول يا عاقل يا فهيم اذا كانت القبور تملأ الأرض الشاسعة فماذا عن قبور الذين سبقونا لاشك بأن الارض مقبرة كبيرة

خَفّفِ الوَطْء ما أظنّ أدِيمَ    الأرْضِ إلاّ مِنْ هَذِه الأجْسادِ
وقَبيحٌ بنَا وإنْ قَدُمَ العَهْدُ      هَوَانُ الآبَاءِ والأجْدادِ
سِرْ إنِ استطعتَ في الهَوَاءِ    رُوَيداً لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ

في هذه الأبيات يقول الشاعر للإنسان المحافظ على تراث أجداده و آبائه أن يخفضوا  المشي وذلك من أجل أن يحمي بقايا و رفات عظام الناس الذين سبقونا بالموت، فلا يصح أن نهينهم مهما طال الزمان، فيوضح في هذه الأبيات أن أديم الأرض يتكون من رفات أجسام العباد الذين سبقونا، ثم يقول لنا ان كان يمكننا ان نمشي على الهواء براحة فلنفعل بدل من المشي بتكبر على بقايا عظام العباد الذين سبقونا

رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً    ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْدادِ
وَدَفِينٍ عَلى بَقايا دَفِينٍ في      طَويلِ الأزْمانِ وَالآباد

ثم يقول هنا انه ربما وضع في قبر الميت عدة موتى اي ان القبر استخدم لاكثر من ميت و هذا يدل على كثرة الموت و تتابعه ،لدرجة ان اللحد اي القبر ضحك من كثر ما مر عليه من اختلاف الأموات ما بين الصالح والسئ وبين الغني والفقير وانه يدفن به ميت على بقايا ميت اخر طول الأزمان

فاسأل الفَرْقَدين عمّن أحسّا    من قبيلٍ وآنَسامن بلاد

كم أقاما على زوال نهار          وأنارا لمُدْلِج في سواد
تعبٌ كُلّها الحياةُ فما أعـجبُ    إلّا من راغبٍ في ازدياد
إنّ حزناً في ساعة الموت       أضعاف سرورٍ في ساعة الميلاد

هنا يقول الشاعر سأل  النجمين عن الأقوام  والبلاد التي مر عليها و عاشت بها وكم مر عليهم من غروب الشمس وكم أضاء لهم الصحراء السوداء للتائهين والسائرين في الظلمات، ويوضح الشاعر أن الحياة عبارة عن تعب وجهد وأنها لا تعجب إلا الإنسان الذي يريدها وأن حزن الأشخاص على فراق احبائهم في ساعة الموت أكثر بكثير من فرحتهم عند مولدهم .

خُلق الناس للبقاء فضلّت     أمّة يحسبونهم للنّفاد
إنّما يُنقَلون من دار أعمال     لٍ إلى دار شِقوة أو رَشَاد

و هنا يصور الشاعر ويبين حقيقة الحياة والموت و البعث للحياة بعد الموت وينتقد الناس الذين يعتقدو ان الموت هو المحطة الاخيرة وانهم لن يبعثوا فيوضح انه بعد الموت يوجد حياة اخرى اما ترف و زهاء او تعب وشقاء .

ضَجعة الموتِ رَقْدَةٌ يستريح الـ     جسمُ فيها والعيْشُ مثلُ السُّهاد

حيث شبه الرقاد المؤقت بالنوم الذي يريح جسم الانسان وشبه العيش بالسهر اي ان الموت هو النوم الذي يريح الانسان من العيش .

واغسلاه بالدمع إن كان طهراً     وادفناه بين الحشى والفؤاد
واحبواه الأكفان من ورق المصـ   حف كبراً عن أنفس الأبراد
واتلوَا النعش بالقراءة والتسـ      بيح لا بالنحيب والعداد
أسفٌ غيرُ نافع واجتهادٌ لا        يؤدّي إلى غَناء اجتهاد

هنا تسيطر على الشاعر عاطفة الحزن فقد حان وقت وداع صديقه فيقول اغسلوا الميت بدمع العين وادفنوه في الحشى والقلب ويدل على قيمة الميت الكبيرة عنده وانه لن ينساه و سيبقى في قلبه و يدعوا ان يتلو عليه القران و الدعاء له بدل من البكاء والنواح عليه.

بان أمر الإله واختلف النا     سُ فداعٍ إلى ضلال وهاد
والذي حارت البرية فيه حيوانٌ    مُستَحدثٌ من جماد
واللبيبُ اللبيبُ من ليس يغتـ     رُّ بكونٍ مصيره للفساد

في النهاية يقول ان الأمر بيد الله ولا اعتراض على حكمه وان الله له حكمة في اختلاف الناس بين مسلم وكافر وبين صالح وطالحو العاقل هو الذي يقوده عقله للفساد وان الحياة حكمة وتجارب وانها فانية لا يخلد الانسان بها و ان العمل الصالح هو أجرك في الاخرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: